إتقان موضوع أول حركة للمثليين

تكشفت أول حركة للمثليين في ألمانيا من أواخر القرن التاسع عشر حتى عام 1933. نشأت الحركة في ألمانيا نتيجة لتداخل عدة عوامل، من بينها تجريم العلاقات الجنسية بين الرجال (الفقرة 175) وتراخي الرقابة نسبيًا في البلاد. صاغ الكتّاب الألمان في منتصف القرن التاسع عشر مصطلح «مثلي الجنس» ووجّهوا انتقادات إلى تجريمه. عام 1897، أسّس ماغنوس هيرشفيلد أول منظمة للمثليين في العالم، وهي «اللجنة العلمية-الإنسانية»، وهدفت إلى استخدام العلم لتحسين تقبّل المجتمع للمثلية الجنسية وإلغاء «الفقرة 175». خلال فترة الإمبراطورية الألمانية، اقتصرت الحركة على النخبة الثرية، لكنها توسعت توسعًا كبيرًا بعد الحرب العالمية الأولى والثورة الألمانية.

ساعد تخفيف الرقابة ونمو الثقافات الفرعية المثلية في المدن الألمانية على ازدهار الحركة خلال فترة جمهورية فايمار. ظهرت أولى الدوريات التي تُباع علنًا وتستهدف جمهورًا من المثليين والمثليات بعد عام 1919، رغم مواجهتها دعاوى قضائية بسبب الرقابة، ومنع بيعها علنًا بعد صدور «قانون القمامة والبذاءة» عام 1926. تأسست أولى المنظمات الجماهيرية للمثليين، وهي «جمعية الصداقة الألمانية» و«رابطة حقوق الإنسان»، في أعقاب الحرب. ركّزت هذه المنظمات على حقوق الإنسان وسياسات الاحترام الاجتماعي، واستبعدت المشتغلين بالجنس والرجال المثليين المتسمين بالأنوثة، إذ اعتُبروا مضرّين بصورة الحركة أمام الرأي العام. حققت الحركة المثلية نجاحًا محدودًا لدى الجمهور العام، جزئيًا لأن عددًا كبيرًا من الألمان كان يعتقد أن المثلية الجنسية مرضٌ معدٍ يمكن أن ينتقل.

بدأ انحسار الحركة عام 1929 نتيجة الكساد الكبير، وتصاعد العداء السياسي، وفشلها في تحقيق هدفها الرئيسي المتمثل في إلغاء «الفقرة 175». وانتهت فعليًا خلال بضعة أشهر من استيلاء النازيين على السلطة في أوائل عام 1933، حين أعقبت فترة التسامح النسبي في عهد فايمار واحدة من أشد موجات الاضطهاد التي تعرّض لها الرجال المثليون في التاريخ. ظلت جمهورية فايمار موضع اهتمام دائم بوصفها فترة قصيرة استفاد خلالها المثليون والمثليات من حريات غير مسبوقة، وهو ما ترك أثرًا عميقًا في الحركات اللاحقة لمجتمع الميم.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←