أوتو فون هابسبورغ (بالألمانية: Otto von Habsburg)؛ أو أوتو من هابسبورغ (20 نوفمبر 1912 - 4 يوليو 2011)؛ كان آخر ولي عهد لـ النمسا-المجر منذ عام 1916 حتى تفكك الإمبراطورية في نوفمبر 1918، وفي عام 1922 أصبح مدّعي العرش للعرش السابق، ورئيس أسرة هابسبورغ-لورين، والسيد الأكبر لـ (النظام النمساوي) لوسام الصوف الذهبي عقب وفاة والده، وقد تنازل عن منصب السيد الأكبر للصوف الذهبي في عام 2000، وعن رئاسة الأسرة الإمبراطوري في عام 2007.
هو الابن الأكبر لوالديه كارل الأول والرابع، آخر إمبراطور نمساوي وملك المجر، وزوجته زيتا من بوربون-بارما، وُلد أوتو باسم فرانتس يوزف أوتو روبرت ماريا أنطون كارل ماكس هاينريش سكستوس كزافييه فيليكس ريناتوس لودفيغ غايتان بيوس إغناتيوس فون هابسبورغ، وكان الثالث في ترتيب وراثة العرش وقت ولادته، في حين لقبه كان الأرشيدوق أوتو النمساوي، الأمير الملكي للمجر وبوهيميا وكرواتيا، ومع اعتلاء والده للعرش منذ عام 1916، أصبح من المرجّح أن يصبح إمبراطورًا وملكًا، ونظرًا لأن والده لم يتنازل عن العرش قط، فقد اعتبر أوتو، من قبل نفسه وعائلته والشرعيين في النمسا-المجر، الإمبراطور الملكي الشرعي منذ وفاة والده في عام 1922. كان أوتو ناشطًا على الساحة السياسية النمساوية والأوروبية منذ ثلاثينيات القرن العشرين، سواءً من خلال الترويج لقضية استعادة هابسبورغ، أو كأحد أوائل المدافعين عن الاندماج الأوروبي؛ وكان مناهضًا بشدة لأفكار النازية والقومية والشيوعية. وقد وُصف بأنه أحد قادة المقاومة النمساوية، بعد عام 1938 حُكم عليه بالإعدام من قبل النازيين وفرّ من أوروبا نحو الولايات المتحدة.
أصبح أوتو فون هابسبورغ نائب رئيس (1957–1973) ثم رئيس (1973–2004) الاتحاد الدولي لعموم أوروبا؛ ومنذ عام 1979 حتى عام 1999 شغل منصب عضو في البرلمان الأوروبي عن الاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري (CSU)؛ وبصفته عضوًا منتخبًا حديثًا في البرلمان الأوروبي عام 1979 أبدى أوتو اهتمامًا كبيرًا بالدول الواقعة خلف الستار الحديدي، وقام بوضع كرسي فارغ في البرلمان الأوروبي يرمز إلى غيابها، لعب أوتو فون هابسبورغ دورًا بارزًا في ثورات 1989 كمشارك في تظاهرة نزهة عموم أوروبا، لاحقًا كان من المؤيدين الأقوياء لـ عضوية الاتحاد الأوروبي لدول أوروبا الوسطى والشرقية، وكمفكر بارز نشر عدة كتب في الشؤون التاريخية والسياسية، وقد وُصف كأحد "مهندسي الفكرة الأوروبية والاندماج الأوروبي" إلى جانب روبرت شومان، وكونراد أديناور، وألتشيدي دي غاسبيري.
نُفي أوتو في عام 1919 من النمسا ونشأ في الغالب في إسبانيا، وقد ربّته والدته الكاثوليكية المتدينة وفقًا للمناهج القديمة للنمسا-المجر، مهيئةً إياه ليصبح ملكًا كاثوليكيًا، وخلال حياته في المنفى، أقام في النمسا، وبلجيكا، وفرنسا، وماديرا (البرتغال)، وإسبانيا، وسويسرا، والولايات المتحدة، ومنذ عام 1954 وحتى وفاته، أقام في بافاريا (ألمانيا)، بمقر إقامة يُعرف بـ فيلا أوستريا، وقد كان عديم جنسية بالأمر الواقع والقانون، وامتلك جوازات سفر صادرة عن فرسان مالطا وإسبانيا، أُقيمت جنازته في كاتدرائية القديس ستيفن في فيينا يوم 16 يوليو 2011؛ وقد دفنت جثته في القبو الإمبراطوري في فيينا، وقلبه في دير بانونهالما بالمجر.