أندرو كارنيغي (بالإنجليزية: Andrew Carnegie) وُلد في 25 نوفمبر 1835 وتوفي في 11 أغسطس 1919، كان صناعيًا وفاعل خير أمريكيًا من أصول إسكتلندية. يُعد أحد أبرز رواد توسّع صناعة الصلب في الولايات المتحدة خلال أواخر القرن التاسع عشر، وقد أصبح واحدًا من أغنى الشخصيات في تاريخ البلاد. كما عُرف بدوره الريادي في مجال العمل الخيري، ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل في الإمبراطورية البريطانية أيضًا.
خلال السنوات الثمانية عشر الأخيرة من حياته، تبرّع كارنيغي بنحو 350 مليون دولار، وهو ما مثّل 90% من ثروته، ويُعادل نحو 65 مليار دولار بأسعار عام 2019 عند مقارنته بنسبة الناتج المحلي الإجمالي. وفي عام 1889، كتب مقالته الشهيرة «إنجيل الثروة»، دعا فيها الأثرياء إلى توظيف ثرواتهم لخدمة المجتمع، وحثّ على ممارسة العمل الخيري كواجب اجتماعي.
وُلد كارنيغي في مدينة دنفيرملين في إسكتلندا، وهاجر مع أسرته إلى الولايات المتحدة عام 1848 وهو في الثانية عشرة من عمره. بدأ مسيرته المهنية كمشغّل برقيات، وفي ستينيات القرن التاسع عشر امتلك استثمارات متنوعة في قطاعات السكك الحديدية، وعربات النوم، والجسور، وآبار النفط. كما حقق ثروة إضافية من خلال بيع السندات وجمع التمويل للمشروعات الأمريكية من المستثمرين الأوروبيين.
أسس في مدينة بيتسبرغ شركة كارنيغي للصلب، التي باعها لاحقًا في عام 1901 إلى رجل الأعمال جون بيربونت مورغان مقابل 303,450,000 دولار، لتصبح جزءًا من شركة الصلب الأمريكية . وبهذه الصفقة تجاوز كارنيغي منافسه جون روكفلر، ليُصبح أغنى شخص في الولايات المتحدة في السنوات التالية.
كرّس كارنيغي بقية حياته للعمل الخيري واسع النطاق بعد تخليه عن العمل التجاري، لا سيما في مجالات المكتبات العامة، والتعليم، والسلام العالمي، والبحث العلمي. ومن أبرز المؤسسات التي أنشأها أو ساهم في تمويلها: قاعة كارنيغي في نيويورك، وقصر السلام، ومؤسسة كارنيغي في نيويورك، ومؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، ومؤسسة كارنيغي للعلوم، وصندوق ائتمان كارنيغي لجامعات إسكتلندا، وصندوق كارنيغي البطولي، بالإضافة إلى جامعة كارنيغي ميلون ومتاحف كارنيغي في بيتسبرغ، وغيرها من المبادرات الثقافية والتعليمية الرائدة.