أنتانكارانا (أو أنتاكارانا) هي مجموعة عرقية تسكن الطرف الشمالي لمدغشقر، حول مدينة أنتسيرانانا. يعني اسم المجموعة «شعب تسنغي»، وهي تكوينات صخرية كلسية تميز منطقتهم. يمكن رؤية التكوينات الصخرية (تسنغي) من خلال زيارة محمية أنكارانا. يوجد في مدغشقر أكثر من 50 ألف فرد من أنتاكارانا حسب إحصائية سنة 2013.
انفصلت مجموعة أنتاكارانا عن شعب ساكالافا في أوائل القرن السابع عشر في أعقاب نزاع على الخلافة. استقرت المجموعة في الطرف الشمالي من الجزيرة حيث أسسوا سيادة على المجتمعات المحلية القائمة واندمجوا سويًا. خلال فترات النزاع مع ساكالافا في القرن السابع عشر، ومملكة إيميرينا في القرن التاسع عشر، كثيرًا ما التمست المجموعة اللجوء إلى الملاجئ والكهوف الحجرية الطبيعية لمحمية أنكارانا الحديثة، ليأخذوا في النهاية اسمهم من ذلك المكان واعتبروه مقدسًا. في أوائل القرن التاسع عشر، وقع ملك من أنتانكارانا معاهدة مع المبعوثين الفرنسيين في جزيرة «لا ريونيون» بهدف حشد قواتهم لطرد شعب ميرينا من منطقة أنتانكارانا مقابل سيطرة فرنسا على عدة جزر صغيرة قبالة الساحل الغربي لمدغشقر. أيضًا، ساعدوا الفرنسيين في شن هجمات على ملكية ميرينا، الأمر الذي أدى بدوره إلى الاستعمار الفرنسي لمدغشقر عام 1896. أنتانكارانا هي إحدى المجتمعات القليلة التي لا تزال تكرم ملكًا واحدًا وتعيد تأكيد دوره السالف المقدس خلال الاحتفالات التقليدية التي تعود إلى قرون مضت.
من الناحية الثقافية، لدى الأنتانكارانا أوجه تشابه كثيرة مع شعب ساكالافا المجاور. إذ يمارسون الترومبا (امتلاك روح الأسلاف) ويؤمنون بأرواح الطبيعة. يعكف الشعب على ممارسة أطياف متعددة من التابوهات التابعة لأسلافهم، خصوصًا تلك التي تخص حماية الحياة والمناطق البرية. تمحور الاقتصاد التقليدي لأنتانكارانا حول صيد الأسماك وتربية المواشي، إلا أنها تبنت الزراعة مؤخرًا؛ يتقاضى العديد رواتبهم إثر عملهم في الدوائر المدنية والتعليم والتجارة وغيرها من المجالات.