أمراء القصيم عندما يأتي الحديث عن إمارة منطقة القصيم وعمّن تولى الإمارة في هذه المنطقة المهمة فإنه يتبادر إلى الذهن حقبتان من الزمن؛ الأولى ما قبل توحيد وقيام الدولة السعودية الثالثة، والحقبة الثانية هي ما بعد التأسيس. وإذا تحدثنا عن مرحلة ما قبل التأسيس فإننا سنستعرض أسماء أمراء بريدة باعتبارها العاصمة الإدارية وبها مقر إمارة منطقة القصيم، حيث تعاقب على إمارتها منذ تأسيسها عام 985 هـ قبل قيام الدولة السعودية الأولى إلى قيام الدولة السعودية الثانية عدد من الأمراء، وقد اختلفت أوضاع إماراتهم، ربما كان ذلك تبعًا للأوضاع السائدة في كل فترة زمنية، فقد تستدعي تحولات الأمور من شأن إلى شأن تنوع وتبدل التوجهات، وكذلك فإن الظروف الاجتماعية والمعيشية غير الجيدة في كثير من الأزمنة التي مرّت بها المنطقة قبل الدولة السعودية الثالثة؛ كانت تمر بتجاذبات تنشأ عن خلافات مناطقية واختلافات بالرؤى والتوجهات، فلكل أمير زمانه وظروفه وتوجهاته طبقاً للمرحلة المعاشة، بما فيها من مؤثرات داخلية وخارجية، إلى أن قامت الدولة السعودية الثالثة فأخذت الأمور بعموم الجزيرة وضمنها منطقة القصيم تميل إلى الاستقرار التدريجي، واتضاح للرؤية في إدارة الأمور وتسيير مصالح المجتمع، وكانت القصيم من أشد المناصرين لدعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب وبايعوا إمارة الدرعية وكان ذلك سببًا في هجوم ومحاصرة حاكم الأحساء لهم وكذلك هجوم جيش العراق عليهم بقيادة الثويني عليهم في مقر الإمارة في بريدة عندما كان حاكم القصيم في ذلك الوقت حجيلان بن حمد آل أبوعليان الذي اظهر شجاعة فائقة وتجلدًا بالدفاع عن بلدته عبر سوره المشهور.