أمراء الغرب هي سلسلة من الأمراء حكموا سواحل غربي جبال لبنان من بيروت والسفوح المجاورة لها وتمتد جنوباً حتى أعالي الدامور. وكانوا يوالون المسلمين ضد الصليبيين. وأخذوا على عاتقهم الدفاع عن بيروت في وجه الصليبيين. اتخذوا من بلدة عبيه مركزا لهم. وهي أول إمارة عربية على الساحل اللبناني باعتراف الخلافة العباسية في بغداد.
وما إن تســـــــلّم أبو جعفر المنصور الخلافة في بغداد حتّى عمد إلى الثغور الساحليّة فعمّر حصونها ومدنها وبدأ بتعبئتها بالجيوش من سنة (136 ه حتّى سنة 142ه) وقام العبّاسيون بالتقرّب من التنوخيين وصادقوهم، وذلك بعد لقأء جمع بين الأمير منذر بن مالك الملقّب بالتنوخي، وأخيه الأمير أرسلان، مع الخليفة المنصور في دمشق.
واستغلّ الرّوم التغييرات السياسيّة، فهاجموا البلاد الإسلاميّة واحتلّوا طرابلس (سنة 141ه) من واليها رباح بن النعمان، كما هاجم البقاع بعض عملآئهم في الداخل (المقدّم إلياس سنة 137 ه) وقامت ثورة المنيطرة (سنة 141ه) ولمّا تفاقمت الأحداث صار لزاما على الخليفة العبّاسي أن يُعَبئ الثغور بالمقاتلة لحمايتها، فكلّف القبآئل التنوخيّة بالتوجّه إلى جبال بيروت لحماية سواحل بلاد الشام والممتلكات الإسلاميّة من الخطر البيزنطي والحركات المنآوئة المحلّيّة.
وعندما جآء أبو جعفر منصور العبّاسيّ إلى الشام سنة [142ه/758م] قدِم الأمير منذر والأمير أرسلان من موطنهما في معرّة النعمان، مع جماعة من عشيرتهما والتقياه في الشام، وكان قد سمع عن شجاعتهما في مُحاربة الروم في إنطاكية وضواحيها، فأحسن إستقبالهما وكرّمهما، وكلّفهما أن ينزلا مع قومهما إلى جبال بيروت لحماية السواحل والثغور، وأقطعهما إقطاعات معلومة فيها... فسار الأميران بعشآئرهما إلى وادي التيم، ونزلا في الحصن المعروف بحصن أبي الجيش.
وفي السنة الثانية[143ه/759م] قدما إلى جنوب جبل مغيثة، ثمّ تفرّقت العشآئر في المناطق الساحليّة، فاستوطن الأمير منذر حصن سرحمول، والأمير أرسلان سنّ الفيل، والأمير حسّان بن مالك طردلاّ، والأمير عبد الله بن النعمان بن مالك كفرا، والأمير فوارس بن عبد الملك بن مالك عبيه، وتفرّق المقدّمون وعشآئرهم في البلاد. وكانوا إثني عشر مقدّما.