فهم حقيقة ألبو ناصر

آل بوناصر أو آل ناصر من قبائل العراق العربية وهم من أهل السنة وعَدَّتُهم نحو 30 ألف. موطنهم مدينة تكريت وما حولها، وفي ديالى ونينوى وبابل وبغداد والأنبار والرضوانية وأبي غريب. ذكر سعيد أبو الريش في كتابه «صدام حسين سياسات الانتقام» أن آل بوناصر ليسوا كثيري العدد، إلا أنهم اكتسبوا سمعة بأنهم «قومٌ متصلّبون، ودهاة وسِرّيون». وترجع أصولهم إلى شبه الجزيرة العربية وحافظوا على علاقات ودية مع عشائر وقبائل متآصرة. آل بوناصر من قبيلة الرفاعي كانت لهم زعامة قديمة على تكريت، قال شيخهم «علي الندا حسين العمر» إنّ أصلهم من اليمن ثم انتقلوا إلى حلب وحرّان ثم جاءوا إلى العراق في الحكم العثماني، والاسم «ناصر» نسبةٌ إلى جدهم السيد أحمد الملقب «ناصر الدين»، أمير البصرة، ذكر ثامر عبد الحسن العامري في كتابه «موسوعة العشائر العراقية»، ص 53: أنّ هذه العشيرة تنتسب إلى الحسين بن علي وفقاً لقول نسّابين، ولشجرة نسب محفوظة عند العشيرة منذ سنة 1071 الهجرية. ذُكرَ أنّ أحد أجدادهم المسمّى «حسن بن ناصر» كان أميراً على كردستان وتكريت، بأمر من الحاكم العثماني مراد الرابع. تسكن تكريت ثلاثة أحلاف عشائرية، التكارتة في شمال المدينة، والحديثيّون الذين يسكنون في وسط المدينة، وعشيرة آل بوناصر التي تسكن في (محلّة الحارّة) جنوبَ تكريت وصولاً إلى قرية العوجة. التي تقيم فيها عشيرة البيجات وتمتلك هناك عوائلها أراضي كانوا يشرفون عليها بأنفسهم. فخذ البيجات هو الأقوى بين قبيلة آل بوناصر، وينقسم آل بوناصر إلى ستة عشائر، منها عشيرة البيجات التي تتكون من 10 فنود (الفَندة هي الفرع من العشيرة)، معنى «البيجات» أو «البيكات» هو جمع لكلمة «بك» وهو منصب ولقب تشريفي كان في الدولة العثمانية، كان عدد آل بوناصر 10 آلاف في سنة 1970، وذكر شيخ قبيلة آل بوناصر علي الندا حسين العمر أن عدد قبيلة آل بوناصر 35 ألفاً في العراق، ومنهم البيجات 7 ألاف، وكان ذلك سنة 2007، ولا يدري بعدد آل بوناصر في سورية، وفي مقابلة صحفية في سنة 2015 ذكر حسن الندا الذي صار شيخاً للبيكات بعد علي الندا أن عدد عشيرة البيكات بلغ 12 ألفاً، تتقارب صفات آل بوناصر بصفات وعادات العشائر المجاورة لها كعشيرة شمر والدليم والعبيد، آل بوناصر لا يقبلون تزويج بناتهم لمن هو من غير عشيرتهم.

برزت القبيلة في الستينيات، حين استولى أحد أفرادها، أحمد حسن البكر، على السلطة في العراق. وكان صدام حسين، الذي خَلَفَ البكر، من قبيلة آل بوناصر، وأصبحت القبيلة ركناً أساسياً في قبضته على السلطة من سنة 1979 إلى سنة 2003. فاعتمد صدام اعتماداً قوياً على القبيلة ليشغلوا مناصب عليا في حكومته، وخاصةً لإدارة أجهزته الأمنية، ولا سيما جهاز الأمن الخاص والحرس الجمهوري الخاص. وكانت عدة مناصب رئيسية في الحكومة العراقية يشغلها أفراد من عشيرة البيكات عموماً وفرع «ألبو المجيد» خصوصاً، الذين ينتسب إليهم صدام. بعض الأجهزة الأمنية كان أعضاؤها مقتصرين على قبيلة آل بوناصر، مثل حراس صدام الشخصيين.

بلغت قوة آل بوناصر وحلفاؤهم القَبلِيون ذروتها في التسعينيات، حين اشتدّ الضغط على حكم صدام من آثار العقوبات الدولية، فمُنح شيوخ العشائر رعايةً واسعة وأموالاً وأسلحة، وعضوية مجلس الشعب العراقي وسيلةً لربطهم بالنظام. وهُمّشت الهياكل القديمة لحزب البعث إلى حد ما لصالح هيكلية سلطة قبليّة صريحة متمركزة في آل بوناصر. غيرَ أنّ غزو العراق عام 2003 والإطاحة بصدام حسين قلّل كثيراً من نفوذ آل بوناصر في العراق الجديد. حدث أن عُزل برزان إبراهيم الحسن أخو صدام من الأم عن منصبه في رئاسة المخابرات سنة 1983، وقال صدام حسين في منتصف سنة 1983 «لقد فشل برزان في إدارة مسؤولياته ونحن لسنا نظاماً يبقى فيه ابن الأسرة الحاكمة مسؤولاً مدى الحياة، ولأنه لم يكن أهلاً لهذه المسؤولية، تم إبعادوه عن وظيفته». وقال عز الدين المجيد «صدام حسين كان كثير الفتك بمن حوله وبالأقارب أكثر من البعيدين».

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←