خلال الفترة من 12 إلى 16 آب 1969، اندلع العنف السياسي والطائفي في أيرلندا الشمالية، والذي يُنظر إليه غالبًا على أنه بداية الصراع الذي دام ثلاثين عامًا. وقعت أعمال عنف متفرقة على مدار العام بسبب حملة الحقوق المدنية التي طالبت بوضع حد للتمييز ضد الكاثوليك والقوميين الإيرلنديين. تعرضت مسيرات الحقوق المدنية لهجمات متكررة من قبل الموالين لبروتستانت أولستر ودخلت أيضًا في صراع متكرر مع شرطة أولستر الملكية، قوة الشرطة البروتستانتية بأغلبية ساحقة.
في 12 أغسطس، اندلعت معركة بوغسايد: ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة في منطقة بوغسايد بين شرطة ألستر الملكية وآلاف السكان الكاثوليك/القوميين. أقام السكان المحاصرون الحواجز ومراكز إسعافات أولية وورش عمل لصناعة القنابل الحارقة. أطلقت الشرطة غاز (سي إس) على مثيري الشغب لأول مرة في تاريخ المملكة المتحدة. نظّم الكاثوليك/القوميون احتجاجات في أماكن أخرى في أيرلندا الشمالية، أدى بعضها إلى أعمال عنف. كانت أكثر الاشتباكات دموية في بلفاست إذ قُتل سبعة أشخاص وجُرح المئات. اشتبك المتظاهرون مع كل من الشرطة والموالين الذين هاجموا المقاطعات الكاثوليكية. أُحرقت عشرات المنازل والشركات، معظمها للكاثوليك، وطُرد الآلاف من العائلات ذات الأغلبية الكاثوليكية من منازلهم. ينظر البعض إلى الأحداث في بلفاست على أنها محاولة مذبحة ضد الأقلية الكاثوليكية. كما وقعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في أرماغ (حيث قُتل أحد المتظاهرين)، دونغانون ونيوري.
نُشر الجيش البريطاني لاستعادة النظام في 14 أغسطس، وبُنيت خطوط سلام لفصل المقاطعات الكاثوليكية والبروتستانتية. أنشأت حكومة جمهورية أيرلندا مستشفيات ميدانية ومراكز للاجئين بالقرب من الحدود، ودعت إلى إرسال قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى أيرلندا الشمالية. أجرت الحكومة البريطانية تحقيقًا في أعمال الشغب، واستُغني عن قوة الشرطة الاحتياطية. أدت أعمال الشغب إلى تشكيل الجيش الجمهوري الإيرلندي المؤقت ونمو القوات شبه العسكرية الموالية.