أبُو بَصِير مَيْمُونُ بن قَيْس بن جَنْدَل بن شَراحِيل بن عَوْف بن سَعْد بن ضُبَيْعة البَكْرِي المعروف بالأَعْشَى وأَعْشَى قَيْس (7 هـ/629 -570 م) شاعر جاهلي من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، لقِّب بِالأَعْشَى لأنه كان ضعيفَ البصر، والأعشى في اللغة هو الذي لا يرى ليلًا ويقال له: أعشى قيس والأعشى الأكبر. وكُنية الأعشى: أَبُو بَصِير، تفاؤلًا. عاش عمرًا طويلًا وأدرك الإسلام ولم يسلم، عَمِيَ في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة (من أحياء الرياض الآن)، وفيها داره وقبره.
كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممَّن عرف قبله أكثر شعرًا منه. كان يغني بشعره فلُقِّب بصَنَّاجة العرب، عدَّه أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي:
أما حرص المؤرِّخين على قولهم: أعشى بني قيس، فمردُّه إلى عدم اقتصار هذا اللقب عليه دون سواه من الجاهليين والإسلاميين، إذ أحاط هؤلاء الدارسون، وعلى رأسهم الآمدي في المؤتلف والمختلف، بعدد ملحوظ منهم، لقّبوا جميعًا بالأعشى، لعل أبرزهم هو أعشى باهلة (عامر ابن الحارث بن رباح)، وأعشى بكر بن وائل، وأعشى بني ثعلبة، ربيعة بن يحيى، وأعشى بني ربيعة، عبد الله بن خارجة، وأعشى همدان، وأعشى بني سليم، وهو من فحول الشعراء في الجاهلية. وسُئل يونس عن أشعر الناس فقال: «امرؤ القيس إذا ركب، والنابغة إذا رهب، وزهير بن أبي سلمى إذا رغب، والأعشى إذا طرب».