فك شفرة أصل الأوبرا

نشأ الشكل الفني المعروف باسم الأوبرا في إيطاليا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، على الرغم من أنه اعتمد على تقاليد قديمة للترفيه الملكي في العصور الوسطى وعصر النهضة. استُخدمت كلمة أوبرا، التي تعني «عمل» في اللغة الإيطالية، لأول مرة بالمعنى الموسيقي والمسرحي الحديث في عام 1639 وسرعان ما انتشرت إلى اللغات الأوروبية الأخرى. كانت الأوبرا في البداية متواضعةً مقارنةً بأشكال الدراما المغنية الأخرى في عصر النهضة، لكنها سرعان ما أصبحت أكثر ثراءً وحلت محل العروض المسرحية من النوع السابق المعروف باسم إنتيرميديو.

يُعتبر عمل دافني لمؤلفه جاكوب بيري أول تأليف لأوبرا، وفق معاير اليوم، على الرغم من أنه شمل خمي آلات موسيقية فقط إذ كان أشبه بأوبرا الحجرة مقارنةً بالإنتيرميديو أو أوبرا كلاوديو مونتيفيردي بعد بضع سنوات. كُتبت هذا الأوبرا نحو عام 1597، واستُوحيت إلى حد كبير من دائرة نخبة مفكري فلورنسا الإنسانيين الذين تجمعوا تحت اسم «كاميراتا». بشكل ملحوظ، كانت أوبرا دافني محاولةً لإحياء الدراما اليونانية الكلاسيكية، وجزء من إحياء أوسع لصفات عصر النهضة القديمة. اعتبر أعضاء كاميراتا أن أجزاء «الجوقة» في الدراما اليونانية كانت تُغنى في الأصل، وربما النص كاملًا لجميع الأدوار؛ وهكذا استُخدمت الأوبرا كوسيلة «لإحياء» ذلك. كُتب نص الأوبرا (الليبريتو) من قِبل أوتافيو رينوتشيني، الذي كتب بعضًا من إنتيرميديو ميديشي عام 1587، والتي شارك فيها بيري أيضًا؛ يبدو أن رينوتشيني أعاد تدوير بعض أجزاء هذا العمل. فُقدت معظم موسيقى «دافني» (طُبع الليبريتو ولم يُفقد)، ولكن إحدى أوبرات بيري العديدة اللاحقة، يوريديس على وجه التحديد، التي يرجع تاريخها إلى عام 1600، هي أول أوبرا نجى جزئها الموسيقي حتى يومنا هذا.

تعود تقاليد الموسيقى والدراما المسرحية إلى الأشكال العلمانية والدينية من العصور الوسطى، وفي الوقت الذي ظهرت فيه الأوبرا لأول مرة، كان للإنتيرميديو الإيطالي أشكالًا مكافئة في البلاط الملكي لدول متعددة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←