نبذة سريعة عن أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام

تحولت معظم المدن والممالك العربية قبل الإسلام ولا سيما المدن التي تقع على الطرق التجارية البرية والبحرية إلى محطات للقوافل التجارية وإلى الأسواق للبيع والشراء وتبادل البضائع ونتيجة لتمتع شبه الجزيرة العربية بمناخ مختلف فقد اختلفت المحاصيل الزراعية والغلات بين مملكة وأخرى وقد ساعد هذا التنوع على تطور الأسواق وتوسعها وذلك لأن لكل مدينة اشتهرت بصناعة مختلفة فمثلا البخور يكثر في جنوب شبه الجزيرة العربية والجلود تدبغ في الطائف والزيت والزبيب والخمر والمنسوجات الحريرية تنتج في بلاد الشام والتمور في البحرين وهجر والعراق بالإضافة إلى المحاصيل الزراعية المختلفة التي تشتهر كل مدينة بمحصول معين وإلى جانب المنتوجات الحيوانية التي كانت متوفرة لدى أبناء القبائل لذلك برزت العديد من الأسواق وكانت متنوعة منها ما هو قوائم ويكون داخل المدن والممالك ويستمر طوال العام ومنها ما هو موسمي يقام في أوقات محددة وفي مواضع مختلفة في مناطق شبه الجزيرة العربية.

لم تقتصر هذه الأسواق إلى الجانب التجاري فقد كان بعضها منتديات أدبية وميدانا لتبادل الأفكار والتشاور في الأمور وحل الخلافات والمنازعات وإطلاق سراح الأسرى والنتيجة لأهمية هذه الأسواق فقد عدت أماكن حرما سواء كانت قائمة في الأشهر الحرم التي يحرم فيها الاعتداء على الناس أو في غيرها فكان الناس أمنون فيها على دمائهم وأموالهم ما داموا في ضيافة السوق وحرمته ولهذا كان لكل سوق أناس يقومون بالمحافظة على الأمن داخله وحماية الأرواح والأموال وكل كانت بعض الأسواق التي لا تقام في الأشهر الحرم يتوجه إليها الناس ب خفارة وحماية الملوك أو شيوخ القبائل لتأمين الحماية لها من الاعتداء والسرقة.

ظهرت الأسواق منذ أقدم العصور منذ أن نشأ الإنسان في تجمعات وعرف الزراعة أخذ يبحث عن تصريف الفائض من المنتجات ومبادلته بما يحتاجه وقد فرضت طبيعة شبه الجزيرة العربية بمناخها وبيئتها تنوعا كبيرا في المنتجات الزراعية والحيوانية كل هذا قد ساعد على قيام وازدهار العديد من الأسواق الدائمية والموسمية.

حرص العرب على الاهتمام بهذه الأسواق وإنجاحها وفرض الأمن فيها لما كان لها من فوائد كبيرة على حياتهم فقد تمتعت أسواق العرب الموسمية قبل الإسلام سواء التي كانت تقام في الأشهر الحرم أو في غيرها بنظام أمن دقيق وأنظمة صارمة من أجل حراستها وحمايتها وضمان سلامة الناس وأموالهم فرضت العقوبات على كل من يخل بالأمن فيها ونتيجة لذلك شهدت هذه أسواق تطورا كبيرا حتى وصل عدد زوارها إلى الآلاف وجنى الناس من ذلك أرباحا كبيرة ليس فقط من يتاجر بل حتى القبائل الموجودين من خلال ما تحصل عليه من حماية للقوافل التي تسير داخل أرضها ونتيجة لذلك فقد توجه إلى هذه الأسواق ليس العرب فقط إنما جاء إليها تجار من خارج شبه الجزيرة العربية من الهند والحبشة والفرس والرومان وقد استغل العرب الصراع القائم بين الفرس والرومان في زيادة تجارتهم وأرباحهم لاسيما أن الإمبراطوريتين كانتا حريصتان على عدم التعرض للتجار لكون هم يمدونهم بما يحتاجونه من البضائع.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←