أسطفان ملك إنجلترا (بالإنجليزية: Stephen of England) (تقريبًا 1096–25 أكتوبر 1154)، والذي يعرف أيضًا بـ أسطفان كونت بلوا . حفيد ويليام الفاتح من خلال ابنته إديلا، وملك إنجلترا من عام 1135 وحتى وفاته. اتسمت فترة حكمه بنشوب حرب أهلية مع ابنة عمه ومنافسته الإمبراطورة ماتيلدا، وهي الفترة التي تعرف باسم «سنوات الفوضى». خلفه ابن ماتيلدا هنري الثاني، وأول ملوك أسرة بلانتاجينيه.
وُلد أسطفان في كونتية بلوا وسط فرنسا. توفي والده، الكونت أسطفان هنري، عندما كان أسطفان طفلًا، فتربى على يد والدته، إديلا، ابنة ويليام الفاتح. زادت أهمية أسطفان مع خدمته في بلاط خاله هنري الأول ملك إنجلترا، وحصل على العديد من الامتيازات من بينها الحصول على مساحات واسعة من الأراضي. تزوج أسطفان من ماتيلدا من بولوني، وورث المزيد من العقارات في كنت وبولوني سور مير ما جعل من الثنائي أحد أغنى الثنائيات في إنجلترا. نجا أسطفان بأعجوبة من حادثة غرق السفينة البيضاء عام 1120، التي توفي فيها ابن الملك هنري الأول ووريثه الشرعي الوحيد وليام أديلين. ظل منصب وريث الملك الإنجليزي، بعد وفاة ويليام أديلين، شاغرًا، ومع ذلك عبر أسطفان مباشرة بعد وفاة الملك هنري الأول في عام 1135 القنال الإنجليزي وتمكن من الاستيلاء على العرش الملكي بمساعدة كل من شقيقه هنري من بلوا، أسقف وينشستر، ورئيس دير غلاستونبري. برر أسطفان حنثه بقسَمه السابق بدعم ابنة الملك هنري الأول، الإمبراطورة ماتيلدا، مبرراً أن الحفاظ على النظام في جميع أنحاء المملكة له أولوية على القسم.
تمكن أسطفان خلال السنوات الأولى من الحكم، من إدارة شؤون المملكة بنجاح، على الرغم من وقوع سلسلة من الهجمات على ممتلكاته في إنجلترا ونورماندي بقيادة ديفيد الأول ملك اسكتلندا وبمساندة المتمردين الويليزيين وزوج الإمبراطورة ماتيلدا الثاني جيفري الخامس كونت أنجو. في عام 1138، تمرد أخ الإمبراطورة ماتيلدا غير الشقيق روبرت، إيرل غلوشستر الأول على ستيفين مهددًا بإشعال حرب أهلية. اتخذ أسطفان عدة خطوات حازمة للدفاع عن حكمه بمساندة مستشاره المقرب واليرنا دي بومونت، بما في ذلك اعتقال عائلة من الأساقفة لها تأثير قوي على سياسة المملكة. عندما اجتاحت الإمبراطورة المملكة مع روبرت غلوشستر الأول، في عام 1139، لم يتمكن أسطفان من إيقاف الاجتياح بالسرعة المطلوبة، وانتهى به الأمر في منطقة جنوب غرب إنجلترا التي استقر فيها لعدة أشهر. ألقي القبض على أسطفان في معركة لينكولن عام 1141، وتخلى عنه العديد من أتباعه وفقد بعد ذلك السيطرة على منطقة نورماندي. أُطلق سراح أسطفان بعد أن تمكنت زوجته بالتعاون مع وليام (أحد قاتدته العسكريين) من القبض على روبرت في الطريق إلى وينشستر. استمرت الحرب بين الطرفين سنواتٍ عديدة دون أن يتمكن أيٌ من الطرفين من تحقيق انتصار نهائي على حساب الطرف الآخر.
تزايد اهتمام أسطفان بنقل ملكية العرش إلى ابنه يوستاس بعد وفاته. حاول الملك إقناع الكنيسة بالموافقة على تتويج يوستاس وليًا للعهد لتقوية موقفه، ومع ذلك رفض البابا إيجين الثالث طلب أسطفان، ووجد أسطفان نفسه وسط دوامة من الخلافات المريرة المتزايدة مع كبار رجال الدين. في عام 1153، غزا هنري نجل الإمبراطورة إنجلترا وأسس تحالفًا مع البارونات الإقليميين الأقوياء لدعم مطالبه بتولي العرش. التفى الجيشان التابعان لأسطفان وهنري في والينغفورد، على الرغم من رفض بارونات كلا الطرفين لفكرة إشعال حرب ضارية جديدة. بدأ أسطفان بدراسة اتفاقية سلام تفاوضية بعد الموت المفاجئ ليوستاس. وافق هنري وأسطفان في وقت لاحق من عام 1153 على توقيع معاهدة وينشستر التي اعترف فيها أسطفان بهنري وريثًا له مقابل تحقيق السلام، متجاوزًا وليام، الابن الثاني لأسطفان. توفي أسطفان في العام التالي لتوقيع الاتفاقية. استفاض المؤرخون المعاصرون في دراسة تأثير شخصية أسطفان أو الأحداث الخارجية أو نقاط الضعف في الدولة النورماندية على الحرب الأهلية التي استمرت لفترة طويلة.