كل ما تريد معرفته عن أسرة غريمالدي

أسرة غريمالدي هي أسرة الحاكمة لإمارة موناكو منذ أواخر القرن الثالث عشر الميلادي، تعود أصولها إلى مدينة جنوة الإيطالية، حيث تأسست في القرن الثاني عشر على يد غريمالدو كانيلا أحد قناصل جمهورية جنوة، الذي يُعد الجد المؤسس للأسرة، كانت الأسرة تنتمي إلى حزب الغويلفيين الداعم للبابوية خلال صراعها مع الغيبلينيين الموالين لإمبراطورية الرومانية المقدسة، وهو ما أثّر في مكانتها السياسية داخل جنوة، وفي عام 1297م استولى فرانشيسكو غريمالدي، المعروف بلقب «الأب الأبيض»، على حصن موناكو بعد دخوله متخفيًا بزيّ راهب، وهو الحدث الذي يُعد بداية الحكم الغريمالدي في الإمارة.

خلال القرن الرابع عشر، واجهت جنوة صراعات داخلية وغزوات خارجية، منها هجمات الأسطول الأرغوني، وشارك أفراد من أسرة غريمالدي في الدفاع عنها، ومن أبرزهم القائد أنطونيو غريمالدي الذي تولى قيادة الأسطول الجنوبي عام 1353م. ومع مرور الوقت، انبثقت عن الأسرة فروع إقطاعية متعددة في نيس وأنتيب وبويي وصقلية، ما جعلها من أبرز العائلات النبيلة في إيطاليا.

في القرن السادس عشر، منح الإمبراطور شارل الخامس الأسرة لقب «ماركيز كامبانيا» في مملكة نابولي، لتصبح تلك المنطقة مركزًا لحكمهم الإيطالي، شهدت مدينة كامبانيا خلال فترة حكمهم (1532–1641) ازدهارًا عمرانيًا وثقافيًا شمل إنشاء القصور والجامعات والمطابع الأولى في المنطقة، ولا تزال آثارهم المعمارية قائمة حتى اليوم.

منذ القرن السابع عشر، ازدادت صلات الأسرة بفرنسا من خلال المصاهرات والعلاقات السياسية، ونال أفرادها لقب «دوق فالنتينوا»، وفي عام 1715م تزوجت الأميرة لويز هيبوليت، آخر وريثة غريمالدية من جهة الذكور، من جاك غويون دي ماتينيون، الذي أصبح أميرًا على موناكو بعد أن تبنّى اسم وشعار غريمالدي حفاظًا على استمرارية السلالة.

خلال الثورة الفرنسية عام 1792م، فقدت موناكو استقلالها وضُمّت إلى فرنسا حتى عام 1815م، حين أعيد تأسيس الإمارة بموجب قرارات مؤتمر فيينا تحت حماية مملكة سردينيا، قبل أن تستعيد استقلالها الكامل لاحقًا.

في بداية القرن العشرين، شهدت موناكو أزمة خلافة عام 1911م نتيجة احتمال انتقال الحكم إلى أحد الأمراء الألمان، وهو ما أدى إلى تعديل قوانين الوراثة لتبقى الإمارة تحت حكم الغريمالديين، جرى لاحقًا تبنّي الأميرة شارلوت ابنة غير شرعية لأمير لويس الثاني، كوريثة شرعية لضمان استمرار الحكم داخل الأسرة.

وفي عام 2002م، وُقّعت اتفاقية جديدة بين موناكو وفرنسا نصّت على توسيع قاعدة الوراثة لتشمل الأقارب من الفروع الجانبية في حال عدم وجود وريث مباشر، مع التأكيد على بقاء العرش داخل بيت غريمالدي.

يُعد الأمير ألبير الثاني نجل الأمير رينيه الثالث والأميرة غريس كيلي، الرئيس الحالي للأسرة والحاكم الدستوري لموناكو منذ عام 2005م، تحت حكمه واصلت الإمارة تعزيز مكانتها كمركز مالي وسياحي وثقافي في أوروبا، مع الحفاظ على نظامها الملكي الوراثي المستقل.

يحمل شعار أسرة غريمالدي نقشًا مكوَّنًا من معينات حمراء وفضية متناوبة، وهو من أقدم الشعارات الأوروبية التي ظلت مستخدمة دون تغيير كبير منذ العصور الوسطى.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←