تعود أسباب الحرب الفرنسية البروسية (بالإنجليزية: The causes of the Franco-Prussian War) إلى جذورها العميقة المرتبطة بالأحداث المحيطة بحركة توحيد ألمانيا. في أعقاب الحرب النمساوية البروسية (عام 1866)، ضمَّت بروسيا العديد من الأراضي لصالحها وعملت على تشكيل ودعم الاتحاد الألماني الشمالي. ثم حوَّلت بروسيا انتباهها نحو جنوب ألمانيا، حيث سعت إلى توسيع نفوذها في المنطقة.
عارضت فرنسا بشدة ضمّ الولايات الألمانية الجنوبية (بما فيها: مملكة بافاريا، ومملكة فورتمبيرغ، ودوقية بادن الكبرى، ودوقية هسن الكبرى)، التي كانت لتشكل دولة فائقة القوة بالقرب من حدودها. في بروسيا، اعتُبِرَت الحرب ضد فرنسا أمرًا ضروريًا من أجل نشر القومية الألمانية في الدول التي ستسمح بتوحيد إمبراطورية ألمانية كبرى. وقد تجسَّد هذا الهدف في اقتباس المستشار البروسي أوتو فون بسمارك: «علمت أن الحرب الفرنسية البروسية يجب أن تحدث قبل تشكيل ألمانيا الموحدة». عَلِمَ بسمارك أيضًا أن فرنسا يجب أن تكون المعتدي في هذه الحرب وذلك بهدف جلب دول جنوب ألمانيا لصالح بروسيا، وبالتالي إعطاء الألمان التفوق العددي.
يكمن السبب المباشر وراء الحرب هذه في ترشيح ليوبولد، أمير هوهنتسولرن-سيغمارينغن، لعرش إسبانيا – إذ خشيت فرنسا تطويقها من قِبَل تحالف على وشك الحدوث بين بروسيا وإسبانيا. سُحِبَ ترشيح أمير آل هوهنتسولرن تحت ضغط دبلوماسي فرنسي ولكن أوتو فون بسمارك قد حرَّض الفرنسيين على إعلان الحرب من خلال تعديل برقية كان قد أرسلها فيلهلم الأول. مع إعلان البرقية على عامة الناس، جعل بسمارك الأمر يبدو كما لو أن الملك قد عامل المبعوث الفرنسي بطريقة مهينة. ثم بعد ستة أيام، أعلنت فرنسا الحرب على بروسيا ووقفت الدول الألمانية الجنوبية على الفور إلى جانب بروسيا.
شارك الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث رغبة رئيس الوزراء إيميل أوليفير في تخليص فرنسا من الاضطرابات السياسية الداخلية عن طريق إعلان فرنسا للحرب على بروسيا.