تتعدد وسائل الإعلام الممكن استخدامها في الدعاية (البروباجاندا)، فعلى سبيل المثال قد تستخدم التقارير الإخبارية، التقارير الحكومية، الكتب، المنشورات، الأفلام، الإذاعة والتليفيزيون في البروباجاندا على إستراتيجية أنماط بث ممنهجة لتلقين المجموعة المستهدفة بالدعاية. الممكن أن تبدأ الحملة بواسطة دعاية بسطية كالمنشورات أو الإعلانات وبصفة عامة ستحمل هذة الوسائط أساليب الحصول على قدر أكبر من المعلومات سواء عن طريق موقع على شبكة إنترنت أو خطوط تليفون أو برنامج إذاعي... إلخ. تهدف الإستراتيجية إلى تحويل الفرد من مستقبل للمعلومات إلى باحث عن المعلومات ومن ثم إلى صاحب رأي عن طريق التلقين.
مع تطور وتوسع دور وسائل الإعلام وتقنيات الاتصال التي تجتاح عالمنا اليوم، تتماهى باطراد تلك الحدود التي كانت تفصل في الماضي بين دور كل من الإعلامي والمعلِن، إذ يضطر كل منهما للتحايل على ارتفاع مستوى الوعي الاجتماعي، مستفيدَين من تطور مهارات الاتصال وتقنيات الإبهار، مما دفعهما للانتقال إلى مستويات أعلى من الإسفاف في نقل الصور «المؤدلجة» عن الواقع، أو الإمعان في ترسيخ صور أخرى في ذهن المتلقي.
عدد من تقنيات البروباجاندا تعتمد على نفس أساليب أبحاث علم النفس الاجتماعي ففي كثير من الأحيان يتم الاعتماد على المغالطات المنطقية حيث يقوم القائم بالدعاية باستخدام عبارات مقنعة وإن كانت غير سليمة أو واقعية.
إن دراسة الأساليب التي يتم من خلالها بث الرسائل الدعائية ليست بدراسة جديدة وبتحليل الوسائل التي يتم من خلالها إرسال رسائل دعائية يتضح أن أساليب نشر المعلومات ووسائل الإعلام تتحول إلى إستراتيجيات دعائية عند تضمين رسائل دعائية من خلالها. التعرف على هذه الرسائل يعتبر من ضرورات دراسة الوسائل المستخدمة في نشرها
يعتمد الإعلاميون والمعلنون -على حد سواء- على التطور الملفت في تقنيات الإعلام والتسويق، حيث تستفيد معظم الجامعات المختصة بهذين الفرعين من دراسات تقنيات التأثير والاتصال، والتي تتركز في معظمها على النفوذ إلى العقل الباطن والتأثير اللاواعي على اهتمامات المتلقي ورغباته، ثم توجيهها وفق مصالح النخبة.