أزمة القرن الثالث (أو«الفوضى العسكرية» أو «الأزمة الإمبراطورية») (235–284 ب.م.) هي الفترة التي دب الضعف والوهن في الإمبراطورية الرومانية إثر الضغوط المتراكمة من غزو وحرب أهلية وتفشي الطاعون وفراغ خزينة الدولة. بدأت الأزمة بـإغتيال الإمبراطور سويرس الإسكندر على يد جنده، لتبدأ بذلك فترة سعى فيها نحو 20-25 رجلاً جلهم من قواد الجيش الرومي إلى كرسي الإمبراطورية، محاولين فرض سلطة إمبراطورية على الإمبراطورية كليًا أو جزئيًا.
وفي فترة ما بين 258 و260، إنقسمت الإمبراطورية إلى ثلاث ممالك متصارعة: المملكة الغالية وتشتمل على الولاية الغربية في غالة وبريطانية وإسبانية، ومملكة تدمر، وتشتمل على الولايات الشرقية في فلسطين السورية ومصر وآسية الصغرى، والإمبراطورية الرومية المستقلة ومركزها إيطالية وعلى مسافة واحدة منهما. ثم جاء ولريانوس (من 270 إلى 275) ليوحد الإمبراطورية، فانتهت الأزمة بتولي ديوكلتيانوس ومن ثم تجديد وإصلاح المملكة سنة 284.
وخلفت الأزمة أحوال جديدة في الإمبراطورية ومجتمعاتها وحياتها الاقتصادية وأخيرًا مذهبها الديني، حتى أن جمهور المؤرخين يعدونها نقطة التحول من الفترة التاريخية الكلاسيكية القديمة إلى فترة العصور القديمة المتأخرة.