أرمينية البقرادونية (بالإنجليزية: Bagratid Kingdom of Armenia) (بالأرمنية: Բագրատունյաց Հայաստան أو Bagratunyats Hayastan أو Բագրատունիների թագավորություն أو Bagratunineri t’agavorut’yun) هي دولة مستقلة أسّسها آشوط الأول البقرادوني في أوائل ثمانينيات القرن التاسع بعد ما يقرب من قرنين من الهيمنة الأجنبية على أرمينيا الكبرى تحت الحكم الأموي والعباسي. رغم انشغال كل من القوتين المعاصرتين آنذاك في المنطقة -العباسيين والبيزنطيين- في تركيز قواتهما لإخضاع شعوب المنطقة، ورغم الشتات الذي لحق العديد من عائلات النخارار الأرمينية النبيلة، نجح آشوط في إثبات نفسه قائدًا بارزًا في حركته لطرد العرب من أرمينيا.
ازدادت هيبة آشوط بمحاولة كل من القادة البيزنطيين والعرب -الحريصين على الحفاظ على دولة حاجزة بالقرب من حدودهم- التودد إليه. اعترفت الخلافة العباسية بآشوط على أنه «أمير الأمراء» في عام 862، وبعد ذلك، ملكًا (في عام 884 أو 885). أدى تأسيس مملكة البقرادوني لاحقًا إلى إنشاء العديد من الإمارات والممالك الأرمنية الأخرى: تارون وفاسبوراكان وقارص وخاتشن وسيونيك. كان من الصعب أحيانًا الحفاظ على الوحدة بين جميع هذه الولايات، إذ لم يضيع البيزنطيون والعرب فرصة في استغلال وضع المملكة لتحقيق مكاسبهم الخاصة. في عهد آشوط الثالث (732 إلى 748)، أصبحت آني عاصمة المملكة ونمت لتصبح مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مزدهرًا.
شهد النصف الأول من القرن الحادي عشر تراجع المملكة وانهيارها في نهاية المطاف. فاز الإمبراطور البيزنطي باسيل الثاني (حكم من عام 976 إلى عام 1025) بسلسلة من الانتصارات وأجزاء ملحقة من جنوب غرب أرمينيا؛ اضطر الملك هوفانيس سمباط التنازل عن أراضيه ووعد عام 1022 أن «يوصي» بمملكته للبيزنطيين بعد موته. ومع ذلك، بعد وفاة هوفانيس سمباط عام 1041، رفض خليفته، جاجيك الثاني، تسليم آني واستمر بالمقاومة حتى عام 1045، عندما استولت القوات البيزنطية أخيرًا على مملكته التي نالت منها التهديدات الداخلية والخارجية.