يشكل أرمن العراق جزءًا من الأقليات المسيحية الرئيسة في العراق. ويعود أقدم وجود لهم في بلاد الرافدين «العراق اليوم» إلى عصور قديمة، وقبل ما يزيد عن ألفي سنة، حين كان تجار أرمن يسافرون للمتاجرة بالبضائع بين أرمينيا وبلاد الرافدين الشمالية التاريخية. غير أن أقدم استيطان دائم لهم بصفتهم جماعة في بغداد يعود إلى القرن السابع عشر. وقد تلى هذا الوجود الاستيلاء العثماني النهائي على بغداد في عام 1638 في نهاية الحرب العثمانية الصفوية (1623 - 1639). وتشير بعض السجلات التاريخية إلى وجود أرمني أقدم في بغداد والبصرة.
تعزز هذا الوجود التاريخي في أعقاب الحرب العالمية الأولى والإبادة الأرمنية في عام 1915 مع قدوم الناجين بوصفهم لاجئين إلى العراق. ومنذ عام 1921 وعلى امتداد القرن المنصرم، حقق الأرمن ازدهارًا، وأسسوا ورسخوا جماعات نشطة مع هويتهم المسيحية الفريدة وأرمنيتهم المجتهدة ليصبحوا جزءًا مكملًا من المجتمع العراقي ونسيجه الثقافي. لكن انقلبت أحوالهم في العقود الأخيرة من القرن الماضي بعد سنوات عدة من حروب مدمرة وفترات اجتماعية واقتصادية مضطربة. وبدأت التجمعات الأرمنية التي كانت نشطة يومًا في المدن الرئيسة، كبغداد والبصرة والموصل وكركوك، بالانحسار بصورة تدريجية، وبعضها اختفى كليًا، مع موجات هجرة متعاقبة وتهجير داخلي. وقد سرّع غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 من هذا الانحسار. وساهم في ذلك أيضًا انعدام الاستقرار الذي شهده العراق بعد عام 2003، الذي اتسم بفوضى سياسية واقتصادية وبالطائفية والتغيرات الاجتماعية والفساد. وفرض استمرار هذه الشروط الصعبة تهديدًا وجوديًا للأرمن ولمستقبلهم في العراق. في الوقت الراهن، ما يزال أقل من 4000 أرمني يعيشون في البلاد.