أبعاد خفية في أدب الكاتب (كتاب)

أَدَبُ ٱلْكَاتِبِ كتابٌ للأديب اللُّغَوي النَّحْوي المعروفِ ابْنِ قُتَيبةَ الدِينَوَري المتوفَّىٰ سنةَ 276 هـ. ذكرَ فيه جُملةً من الآداب النظرية والعملية التي ينبغي لكل من تصدى للكتابة أن يتأدب بها، التي نسميها في عصرنا هذا: الثقافةَ الضروريةَ للكاتب.

أراد مؤلف الكتاب أن يجعل من الكتاب رفيقًا لكل كاتب ينوي تقويم لسانه ويده، وقد أثنى ابن خلدون في مقدمته على كتاب ابن قتيبة فقال: «وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن (أي: اللغة والأدب) وأركانه أربعة دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي على القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتوابع لها وفروع عنها».

والمقصود من كل هذا أنه لا بد من إحياء فقه الكتابة وذلك بالالتزام بأدب الكاتب حتى تقوم حركة الكتابة بما يناسب عصرنا وثقافتنا، فبالإضافة إلى إتقان الكتابة ومحاولة تجنب الأخطاء اللغوية ما أمكن، ينبغي على الكاتب أن يقدر وقت القراء، وأن يقدم لهم مادة ثقافية يحس من قرأها أنه لم يهدر وقته سدىً، ولم يضيع دقائق عمره عبثاً، إذ الكتابةُ بحق: فنُّ صناعةِ الأفكار، والكتابةُ الهادفةُ معاناةٌ طويلة، يسبقها تنقيح للأفكار وترتيب لها، ومن ثَمَّ يقدمها الكاتب الهادف إلى القارئ على طبق من ذهب وهو سعيدٌ بذلك غاية السعادة دون أن يصاب ذلك القارئ بعسر هضم فكري، بعيداً عن النقد الهدام، والمراوغة الفاشلة.

ولذلك قال القائل (الإمام الشافعي):

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←