الأختام الدلمونية تعتبر من أبرز المعالم الأثرية التي تعكس حضارة دلمون القديمة التي ازدهرت في البحرين خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد. تستخدم هذه الأختام كأدوات لتوثيق المعاملات التجارية وتحديد الملكية وقد كانت تصنع عادة من الحجر أو الطين وتتميز بنقوشها الفنية المعقدة التي تعكس الثقافة والدين والمعتقدات الاجتماعية في تلك الفترة.
تعتبر دلمون مركزا تجاريا هاما في الخليج العربي وقد ساهمت الأختام في تعزيز العلاقات التجارية بين دلمون ومناطق أخرى مثل بلاد الرافدين وبلاد الشام. تظهر النقوش الموجودة على الأختام موضوعات متنوعة منها الأسطورية والدينية مما يبرز الفنون والمهارات الحرفية التي كانت قائمة في تلك الحقبة.
لقد أكد الباحثين والمهتمين بتاريخ منطقة الخليج العربي أن جزر مملكة البحرين قد شهدت حضارة متقدمة عرفت باسم حضارة دلمون، عاصرت حضارات الشرق الأدنى القديم الكبرى، مثل حضارات وادي الرافدين ووادي النيل ووادي السند. وقد تواصلت مع تلك الحضارات اقتصاديا وسياسيا ودينيا وفكريا وحققت الكثير من الإنجازات، وكان لها دور متميز وفاعل في مسيرة الحضارة الإنسانية خلال الفترة الممتدة ما بين الألف الثالثة ونهاية الألف الأول قبل الميلاد. وتقع حضارة دلمون في الجزء الشرقي للخليج العربي، وعرفها السومريون باسم أرض الفردوس وأرض الخلود والحياة "مملكة البحرين حالياً". وتمثل أرض دلمون قديماً همزة الوصل بين الشرق الأوسط والشرق الأدنى. فهي بمثابة الأثر الحضاري لمملكة البحرين. وذكرت أساطير وادي الرافدين دلمون في العديد من الألواح المسمارية، وذلك نظراً لما تمثله هذه الجزيرة من مكانه دينية لدى الآلهة السومرية، ومكانه هامة أيضاً للتبادل التجاري. ومن أهم معالم الحضارة الدلمونية في البحرين معابد باربار ومستوطنة سار ومقابر عالي ومدينة حمد، ومجموعة عديدة من المواقع الأثرية. ولعل أهم ما تركته تلك الحضارة هو الأختام الدلمونية الدائرية والتي تصور لنا بعض المواقف والطقوس الدينية والحرف الزراعية والتجارية وغيرها، مما يلقى الضوء على طبيعة الحياة في جزيرة دلمون.