كانت أعمال الشغب المعادية لليهود في طرابلس عام 1945 أكثر أعمال الشغب عنفًا ضد اليهود في شمال أفريقيا في العصر الحديث. في الفترة من 5 نوفمبر إلى 7 نوفمبر 1945، قُتل أكثر من 140 يهوديًا وجُرح كثيرون في مذبحة في طرابلس التي يسيطر عليها الجيش البريطاني. قُتل 38 يهوديًا في طرابلس حيث انتشرت أعمال الشغب، و40 في عمروس و34 في زنزور، و7 في تاجوراء، و13 في الزاوية، و3 في قصابات.
تعرضت الإدارة العسكرية البريطانية لانتقادات شديدة لأنها تصرفت ببطء شديد لوقف أعمال الشغب. وأشار الميجر جنرال دنكان كومينغ، كبير موظفي الشؤون المدنية البريطانيين، إلى أن القومية العربية قد أثارتها تقارير حول مقترحات مجلس وزراء الخارجية «لإعادة البلاد إلى الوصاية الإيطالية أو إلى دولة أخرى ذات مخططات استعمارية مشتبه بها»، وأنه «يبدو أن التقارير عن الوضع في فلسطين والاضطرابات المعادية لليهود في مصر أثارت أخيرًا الإثارة المكبوتة في اتجاه اليهود العزل فعلًا بدلًا من الإيطاليين. لعب الشغب والتعصب دورًا مهمًا في الاضطرابات بجانب ميل عام للنهب». تسلط التقارير البريطانية الرسمية الضوء على عوامل الخلفية المسؤولة عن التوتر العام في ذلك الوقت، مثل الصعوبات الاقتصادية والمستقبل السياسي غير المستقر في طرابلس. كان من المتوقع أن تصبح المقاطعة البريطانية المجاورة إمارة برقة مستقلة، في حين تضمنت المقترحات المعاصرة لما بعد الحرب في طرابلس عودة الحكم الإيطالي ووصاية تحت الاتحاد السوفيتي.
نتيجة لرد الفعل البريطاني البطيء، فإن الاعتقاد السائد بين اليهود الليبيين هو أن البريطانيين حرضوا على أعمال الشغب من أجل إظهار أن الليبيين لا يستطيعون حكم أنفسهم، أو كنوع من التحذير للصهاينة الليبيين فيما يتعلق باستمرار التمرد اليهودي في فلسطين. ومع ذلك، اعتقد الدبلوماسيون الأمريكيون أن البريطانيين فوجئوا دون علم و«كانوا صادقين في رغبتهم بكبح تفشي الحادث على الفور». يعتقد مراقب وزارة الخارجية جون إي أوتير «أن اللوم على المشاكل الأولية يقع على كلا الجانبين - اليهود الذين المستعدون لسلوك استفزازي من قبل الدعاية الصهيونية، والعرب الذين أثارتهم أعمال الشغب المعادية لليهود في القاهرة».
ومع الاضطهاد السابق لليهود من قبل دول المحور في ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، أصبحت أعمال الشغب في طرابلس نقطة تحول في تاريخ اليهود الليبيين، وأصبحت عاملاً محوريًا في هجرة الأعوام 1949 و1951 التي نظمتها الوكالة اليهودية.