أبو بلال مرداس بن حدير بن عمرو الحنظلي التميمي (1 هـ - 61 هـ / 622م - 680م) من أمراء الخوارج وأبطالهم وشجعانهم. ويعرف في بعض المصادر التاريخية بمرداس بن أدية نسبةً إلى أمه أو جدته. وقد شهد مرداس معركة صفين مع علي بن أبي طالب هو وأخوه عروة ثم أنكر التحكيم وشهد معركة النهروان مع الخوارج، قال البلاذري «كان مرداس بن حدير عابدًا، مجتهدًا، عظيم القدر في الخوارج، وكانت الخوارج كلها تتولاه، وكان أبو بلال لا يدين بالأستعراض، ويحرم خروج النساء ويقول: لا نقاتل إلا من يقاتلنا، ولا نجبي إلا ما حمينا». وكان أبو بلال يغلظ لوالي البصرة عبيد الله بن زياد فطلب ابن زياد الشراة وأشتد عليهم في سنة 58 هـ فقتل منهم جماعة كثيرة، وسجن جماعة أخرى منهم وفيهم مرداس، وكان مرداس يطيل الصلاة والعبادة وهو في السجن، فرى السجان ذلك، فأذن له أن ياتي أهله كل ليلة، فكان أبو بلال يخرج إلى أهله في الليل ويعود إلى سجنه في الصباح، فأراد يوماً ابن زياد أن يقتل كل من في سجونه من الخوارج، وسمع بذلك صديق لمرداس فأتاه فأخبره، فخاف السجان أن لا يعود مرداس إلى السجن، ولكن مرداس عاد إليه فتعجب السجان من ذلك وقال: أما بلغك ما عزم عليه الأمير فقال: بلى قال: وكيف عدت ؟ فقال: لم يكن جزاؤك مع إحسانك أن تُعاقب بسببي، وأصبح ابن زياد فقتلهم جميعاً، ولما أُحضر مرداس شفع فيه السجان وكان ظئراً لابن زياد، فخلى ابن زياد سبيله.
وفي سنة 60 هـ خرج مرداس بن حدير في أربعين رجلاً على ابن زياد وقصد الأهواز، فوجه إليه ابن زياد جيشاً من ألفي مقاتل وعليهم أسلم بن زرعة الكلابي فهزمهم أبو بلال وهرب أسلم بن زرعة إلى البصرة، فوجه ابن زياد جيشاً ثانياً إليهم فهزمه أبو بلال أيضاً، ثم وجه إليهم ابن زياد في سنة 61 هـ جيشاً ثالثاً وعليه عباد بن علقمة التميمي فأنهزم أبو بلال وقُتِل هو وجميع أصحابه.