رحلة عميقة في عالم أبو الفرج الأصفهاني

أبُو الفَرَجِ الأَصْفَهانيُّ (284- 356 هـ / 897- 967 م) عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ الهَيْثَمِ المَرْوانِيُّ الأُمَوِيُّ القُرَشِيُّ المعروفُ بالأَصْبَهانِيّ (بالباء بدلَ الفاء)، ينتهي نسبهُ الى الخليفة مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ اَلْحَكَمِ، آخر خلفاء اَلدَّوْلَة اَلْأُمَوِيَّةِ، أمَّا أُمُّه فكانت شيعيَّةً من آل ثَوابة. كان أديبًا عربيًا، ومن النَّوابِغ في علوم التاريخ والأنساب والسير والآثار واللغة والمغازي. وله معارف أُخر في علم الجوارح والبيطرة والفلك والأشربة. ولأبي الفرج شعر قليل، جيّدُه في الهجاء، فقد كان هجّاءً فصيح اللسان، يتقيه الناس. وكان، على تشيّعه الظاهر، يراسل الأمويين في الأندلس، وحصل له فيها مصنفات لم تنته إلينا، فأجزلوا له العطايا سرّاً. وُلد في أصفهان، ونشأ وتوفي في بغداد. اشتهر بتأليفه «كِتَابَ اَلْأَغَانِي»، الذي تضمَّنَ معلومات موثقة عن الفترات الأولى للموسيقى العربية (من القرن السابع إلى القرن التاسع) وحياة الشعراء والموسيقيين من فترة ما قبل الإسلام حتى زمن الأصفهاني. نظرًا لمساهمته في توثيق تاريخ الموسيقى العربية، فقد وصف بأنه «أحد الآباء المؤسسين لعلم موسيقى الشعوب الحديث».

من كُتبه «كِتَابُ اَلْأَغَانِي» واحد وعشرون جزءً، جمعه في خمسين سنة، و«مَقَاتِلُ اَلطَّالِبِيِّينَ» و«نَسَبُ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ» و«اَلْقِيَانُ» و«اَلْإِمَاء اَلشَّوَاعِرُ» و«أَيَّامُ اَلْعَرَبِ» ذكر فيه 1700 يوم، و«اَلتَّعْدِيلُ وَالْإِنْصَافُ» في مآثر العرب ومثالبها، و«جَمْهَرَة اَلنَّسَبِ» و«اَلدِّيَارَاتُ» و«مُجَرَّدُ اَلْأَغَانِي» و«اَلْحَانَاتُ» و«اَلْخَمَّارُونَ وَالْخَمَّارَاتُ» و«آدَابُ اَلْغُرَبَاءَ». كتب عنه محمد أحمد خلف الله، كتاب «صَاحِبُ اَلْأَغَانِي» ولشفيق جبري بدمشق «دِرَاسَة اَلْأَغَانِي» و«أَبُو اَلْفَرَجْ اَلْأَصْبَهَانِي». وروى عن علماء كثيرين يطول تعدادهم، وسمع من جماعة لا يحصون ومنهم ابن دريد إمام عصره في اللغة والأدب والشعر، والفضل بن الحباب الجمحي، والأخفش العالم النحوي الكبير، والأنباري، والطبري، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وقدامة بن جعفر وآخرون.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←