حقائق ورؤى حول أبرهة الحبشي

أبرهة (نحو 500م - نحو 570م): ملك مسيحي، حبشي الأصل. شارك في غزو أكسوم لجنوب الجزيرة العربية فيما بين 525م - 530م، ثم استولى على العرش الحميري بالإطاحة بالملك سميفع أشوع، وتوّج نفسه حاكمًا على مملكة سبأ وملحقاتها، ولقب نفسه بألقاب الملوك الطويل جدًا الذي حمله ملوك حمير من القرن الخامس الميلادي - وهو لقب "ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنة وعربهم طود وتهامة". ومع ذلك، فقد انفصل عن الحكام الحميريين السابقين حيث أطلق على نفسه لقب "الملك الإثيوبي" (ملكن أجعزين). وحكم أمدًا طويلاً (نحو 535م - 570)، وترك في نفوس عرب الجنوب أثرًا قويًّا.

يبدو أن أبرهة واجه اعتراض واسع على حكمه في جنوب الجزيرة العربية، خصوصًا من قبل القبيلة الرئيسية "قبيلة سبأ"، التي ساندتها قبائل مأرب وذي يزن وكندة والأعراب، لكنه نجح في الأخير من قمع جميع تلك القبائل. بعد أن أعاد أبرهة تأكيد سلطته في جنوب شبه الجزيرة العربية حوالي العام 548م، وأصلح جزءًا كبيرًا من البنية التحتية في مأرب، وطبّع العلاقات مع القوى الكبرى، والقبائل المهمة في ذلك الوقت. شرع أبرهة خلال خمسينيات القرن السادس الميلادي في تأسيس إمبراطورية حمير، التي امتدت خلال حكمه لتشمل معظم شبه الجزيرة العربية. في نهاية المطاف، لم تدم إمبراطورية أبرهة طويلًا. فقد افتقر ابنا أبرهة اللذان خلفاه على العرش، إلى صفات والدهما الطموحة، ولم تُكتشف أي نقوش لأيٍّ من الحاكمين حتى الآن.

المصادر العربية الإسلامية، تدّعي أن أبرهة قام بمحاولة فاشلة لغزو مكة، وهو حدث يُزعم أنه أُشير إليه في القرآن الكريم في سورة الفيل، ويُعتقد أن "عام الفيل" الذي يؤرخ به المكيين، قد سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى الفيل الذي أحضره جيش أبرهة في غزو مكة.في عام 2018، نشر فريق آثاري فرنسي - سعودي رسومات لأفيال على صخور في بئر حمى، وهي على بعد كيلو واحد من نقشان تشير للملك أبرهة، لكنها لا تُثبت تاريخية غزو مكة.وفي عام 2025، نشر الباحثين "زاهر البارقي" و"كريستيان روبن" نقشا جديد أمر بكتابته الملك أبرهة مع ذكر للفيلة، لكنه نقش ناقص وأصابه التلف فأثر في تأكيد معناه. وفي ضوء هذا النقش، تتأكد صحة الروايات الإسلامية العربية في امتلاك أبرهة للفيلة، وأن غزو جيشه لمكة بالفيل لم تعد مستحيلة.

يظهر من الرواية العربية أن نهاية أبرهة كانت بعد عودته من غزوة مكة بقليل، إذ لازمه الوباء الذي نزل برجال حملته أثناء محاصرتهم لها، ولم يتركه حتى بلغ صنعاء وهو مريض متعب، فهلك بها عند وصوله، ويجب أن يكون ذلك سنة 570 للميلاد. أما المصادر الرومانية، فلم تشر إلى سنة وفاته. ويُعد عهد أبرهة أحد أفضل العهود توثيقًا بين حكام حمير. فبالإضافة إلى الإشارات الموجزة إليه في المصادر الرومانية من القرن السادس الميلادي، والروايات الأكثر تفصيلًا عن عهده المحفوظة في المصادر العربية في العصور الوسطى، وُثِّقت أحداث عهده في عشرة نقوش سبئية مكتشفه حتى الآن. الجدير بالذكر، أن آخر نقوش أبرهة المؤرخة وضع في شهر ذو المهلة سنة 668 في التقويم الحميري الموافق نوفمبر 558م.مع ذلك، هناك نقوش غير مؤرخة يقدرها العلماء إلى ستينيات القرن السادس الميلادي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←