الآلية هي الاعتقاد أن الكليات الطبيعية (مبدئيًا الأشياء الحية) مماثلة للآلات المعقدة أو الأدوات، ومكونة من أجزاء تفتقد لأي علاقة فعلية مع بعضها.
تأتي عقيدة الآلية في الفلسفة بشكلين مختلفين. كلا الشكلين هما عقائد في الميتافيزيقيا، لكنهما مختلفان في المدى والتطلعات؛ الأول يعبر عن نطاق كوني وهو الطبيعة، والثاني عقيدة محلية تعبر عن البشر وعقولهم والتي يُتنارع عليها بشدة. للتوضيح، قد نميز تلك العقيدتين على أنهما آلية كونية وآلية أنثروبية:«لا يوجد معنى ثابت لكلمة آلية في تاريخ الفلسفة. في الأصل، كانت المصطلح يعني النظرية الكونية التي تعزو الحركة والتغيرات في العالم إلى قوة خارجية. في هذه الرؤية تُعد الأشياء المادية سلبية بحتة، بينما بالنسبة للنظرية المعاكسة (أي الدينامية) تمتلك الأشياء المادية نوع من مصادر الطاقة الداخلية التي تفسر نشاط كل منها وتأثيره عل مسار الأحداث، ومع ذلك خضعت هذه المعاني للتعديل. غالبًا ما تم تجاهل سؤال ما إذا كانت الحركة مكونًا موروثًا للأجسام أو تُوصل إليها عن طريق طرف خارجي. بالنسبة لكثير من علماء الكونيات فإن الميزة الجوهرية للآلية هي المحاولة لتخفيض كل الكميات والأنشطة إلى وقائع كمية أي إلى كتلة وحركة. لكن تعديلًا لاحقًا طرأ. تلاحظ الأجسام الحية، كما معروف عنها جيدًا، صفات مميزة معينة لا يوجد لها نظير في المادة غير الحية. تسعى الآلية للذهاب أبعد من هذه المظاهر. تسعى إلى تفسير كل الظواهر الحيوية بصفتها حقائقًا فيزيائية وكيميائية؛ سواء كانت هذه الحقائق قابلة للاختزال إلى كتلة وحركة أم لم تكن فهذا سؤال آخر، رغم أن مناصري مفهوم الآلية يميلون إلى تفضيل هذا الاختزال. لم تعد النظرية المعارضة للآلية البيولوجية هي الدينامية، بل هي الحيوية أو النيوحيوية، والتي تقول إن كل الأنشطة الحيوية لا يمكن تفسيرها، ولن تُفسر من قبل القوانين التي تحكم المادة غير الحية».-الآلية في الموسوعة الكاثوليكية (1913).