آسية خانم (بالفارسية: آسيه خانم) (بالإنجليزية: Ásíyih K͟hánum) (1820م - 1886م) إمرأةٌ نبيلةٌ فارسيةٌ، وزوجة بهاءالله، مشرّع الديانة البهائية. لقّبها بهاءالله بعد زواجهما بـنوّاب، وكذلك لُقّبت بألقابٍ أخرى، منها أم الكائنات والورقة العليا المباركة وحضرة خانم.
كانت آسية خانم من أول المنضمين لدعوة الباب والديانة البابية عام 1844م، ومن المتحمسين لنشر الدعوة. وبعد ذلك آمنت برسالة بهاءالله، وأصبحت من أهم الشخصيات المؤثّرة في الديانة البهائية.
في عام 1852م، تدهورت حياتها بسبب محاولة عددٍ من البابيين اغتيال الشاه. وعلى الرغم من تأكيدهم أنهم تصرفوا بشكلٍ مستقلٍ، فقد تحمّل المجتمع البابي بأكمله اللّوم، مما أدى إلى مذبحةٍ واسعة النطاق بدأها الشاه ضدهم. تم القبض حينها على زوجها بهاءالله، وتم نهب منزل العائلة والاستيلاء على ممتلكاتهم، مما ترك آسية خانم في ضيقٍ وفقرٍ شديدٍ، فهربت مع أطفالها، وكافحت لتأمين احتياجات أطفالها الأساسية من الغذاء.
وبعد إطلاق سراح بهاءالله من سجن سياه جال والذي طال 4 أشهرٍ، نُفيت بعدها بأمرٍ من شاه إيران (ناصرالدين شاه القاجار) مع زوجها وأبنائها إلى العراق حيث سكنت بغداد عام 1853م، ومن ثم نُفيت إلى إسطنبول عام 1863م، ومن ثم إلى أدرنة، ومن ثم إلى عكا الفلسطينية عام 1868م.
صُدر عام 1868م حكمًا غيابيًا بالسجن عليها وعلى عائلتها من قبل الحكومة القاجارية، وخفف الحكم عام 1870م، واستقرّت في عكا، وكانت طيلة تلك الجولات تعمل على نشر رسالة بهاءالله، وتمكّنت من جمع عددٍ من المؤمنين بالديانة البهائية في مختلف البُلدان. وكذلك قامت برعاية وعلاج المرضى والمحتاجين في عكا والمناطق المجاورة.
تعرّضت آسية خانم في حياتها للعديد من الصعوبات والمحن والآلام. توفيت في عكا عام 1886م عن عمرٍ يناهز 66 عامًا، وأدى ذلك إلى حزنٍ عميقٍ في نفس بهاءالله وعائلتها، وفي كل من عرفها من أهالي المنطقة. حضر جنازتها المسلمون والمسيحيون والدروز. أعرب بهاءالله عن حزنه العميق، قائلاً إنه بعد آسية خانم، تحوّل نوره إلى ظلمةٍ، وبهجته إلى حزنٍ، وهدوئه إلى هياجٍ.
دُفنت في مقبرةٍ إسلاميةٍ. وفي عام 1932م توفيت ابنتها بهية خانم، ووصّت أن تُدفن بجانب أمها في مكانٍ لائقٍ. بعد سنواتٍ من ذلك، وفي عهد شوقي أفندي، تم نقل قبر آسية خانم بتشييعٍ كبيرٍ ودفنها هي وابنها ميرزا مهدي في حدائق البهائيين على جبل الكرمل.