في الدين المصري القديم، كان أبيس أو هابيس (ويُكتب أحيانًا هابي-أنخ) ثورًا مقدسًا، أو مجموعة من الثيران المقدسة، يُعبد في منطقة ممفيس، ويُعتبر ابن الإلهة حتحور، إحدى الآلهة الرئيسية في البانثيون المصري القديم. في البداية، كان لأبيس دور مهم في عبادتها، حيث كان يُضحّى به ويُبعث من جديد. لاحقًا، أصبح أبيس أيضًا وسيطًا بين البشر والآلهة القوية الأخرى، ففي البداية مع الإله بتاح، ثم مع أوزيريس، وأخيرًا مع آتوم.
كان ثور أبيس من الحيوانات المقدسة المهمة لدى المصريين القدماء، ومع مرور القرون زاد مكانته مثل باقي الحيوانات المقدسة. كتب المؤرخون الكثير عن أبيس خلال فترة احتلال مصر من قبل اليونانيين والرومان، من وصف علاماته التي تميّزه كعجل أسود، وطريقة حملته بواسطة شعاع من السماء، ومكان إقامته في ممفيس (مع فناء مخصص لسلوكه)، وطريقة تنبؤ المصريين بالأحداث من أفعاله، وموته، وطقوس الحزن على وفاته، ودفنه المكلف، وفرح الناس في البلاد عند العثور على ثور أبيس جديد.
كشفت حفريات أوغست مارييت في السيرابيوم بسقارة عن مدافن أكثر من ستين حيوانًا، تمتد من عهد أمنحتب الثالث حتى نهاية الأسرة البطلمية. في البداية، كان كل حيوان يُدفن في قبر منفصل مع معبد صغير فوقه، أما بدءًا من عهد رمسيس الثاني، فقد أصبح الدفن يتم في ممرات تحت أرضية متصلة.